جموع الحجاج يؤدون الصلاة ظهرا وعصرا في عرفة أمس. (عكاظ)
جموع الحجاج يؤدون الصلاة ظهرا وعصرا في عرفة أمس. (عكاظ)
Muslim pilgrims pray outside Namira Mosque on the plains of Arafat during the annual haj pilgrimage, outside the holy city of Mecca, Saudi Arabia August 20, 2018. REUTERS/Zohra Bensemra
Muslim pilgrims pray outside Namira Mosque on the plains of Arafat during the annual haj pilgrimage, outside the holy city of Mecca, Saudi Arabia August 20, 2018. REUTERS/Zohra Bensemra




الآلاف أدوا صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً في صعيد عرفات الطاهر. (عكاظ)
الآلاف أدوا صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً في صعيد عرفات الطاهر. (عكاظ)
Muslim pilgrims pray outside Namira Mosque on the plains of Arafat during the annual haj pilgrimage, outside the holy city of Mecca, Saudi Arabia August 20, 2018. REUTERS/Zohra Bensemra
Muslim pilgrims pray outside Namira Mosque on the plains of Arafat during the annual haj pilgrimage, outside the holy city of Mecca, Saudi Arabia August 20, 2018. REUTERS/Zohra Bensemra
-A +A
عبدالله الداني (عرفات) aaaldani@
أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ، في خطبة عرفة على منبر مسجد نمرة أمس (الإثنين)، أهمية الحفاظ على الأخلاق في جميع البقاع وخصوصا في هذه البقاع المقدسة، وأنه ليس من الخلق الفاضل جعل موسم الحج موطناً للشعارات أو المظاهرات أو الدعوة إلى الأحزاب والحركات، مبيناً أن النبي صلى الله عليه وسلم أكد في خطبة عرفة أن كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدميه.

ودعا العالم أجمع إلى الالتزام بالأخلاق التي تهيئ أحسن السبل للحياة والعيش الكريم، حاثا قادة الأمة وعلماء الشريعة والمسؤولين والمربين والآباء والأمهات والإعلاميين الى إعطاء موضوع الأخلاق ما يستحقه من أهمية، وتربية النفوس عليه وجعل النفوس تستشعر مراقبة الله تعالى، وترتبط بالقرآن الكريم والسنة النبوية وترجو حسن العاقبة في الدنيا والآخرة عند تمسكها بالأخلاق الفاضلة.


وحذر آل الشيخ من تصديق الشائعات، داعيا إلى النظر في سورة الحجرات حيث ورد النهي فيها من الله عز وجل، إذ أمر جل علاه بالإصلاح بين المتخاصمين ورد الباغي عن الحق ونهى عن السخرية بالخلق والتنابز بالألقاب وسوء الظن والتجسس والغيبة والتكبر.

وقال «إن مما أمر به الشرع مما له صلة بالأخلاق طاعة ولاة الأمور لما لها من أثر عظيم في حفظ النظام العام، حيث قال الله تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّه وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ»، فتلتزم الأمة بطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وتجتمع تحت راية قادتها وولاتها بعيدة عن المنازعة والمنابزة، مؤدية الواجبات ومنتهية عن المخالفات، آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر، وكانت بذلك خير أمة أخرجت للناس، فتنال ما وعد الله به من النصر والرزق والخير والاجتماع بعيداً عن لوثات الفتن ودعاتها، مهما تلونوا وتقلبوا».

وقال «العالم أجمع مدعو إلى مراجعة القرآن الكريم ليتعرف على أعلى درجات الأخلاق، كما قال الله سبحانه «إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ» وكذلك ما جاء في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في عرفة «وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله»، مشيرا إلى أن مما دعا الله في كتابه إلى اجتماع كلمة المسلمين والحذر من البغي والخداع والخيانة وأخذ العظة والعبرة لمآلات ما سبق من الخونة والظالمين.

زراعة الأخلاق في النفوس

وشدد آل الشيخ على أن الصورة الحقيقية للإسلام تشتمل على أعلى الأخلاق وأحسن التعاملات، مبرزاً حاجة الخلق اليوم إلى اعتماد الأخلاق في معاملاتهم المالية وأنظمتهم الاقتصادية والسياسية ومناهجهم العلمية وطرقهم البحثية، وأنه لن تتمكن أمة من تشكيل مواطنين صالحين إلا بزراعة الأخلاق في نفوسهم، لأن الأخلاق تحفظ الحقوق وتقيم النفوس والمجتمعات على أفضل نهج. وشدد فضيلته على الحاجة إلى اعتماد المعايير الأخلاقية في شتى مجالات الحياة، التي جاءت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عرفة لتؤكد أسس الأخلاق حيث نهى صلى الله عليه وسلم عن الاعتداء على الآخرين بقوله صلى الله عليه وسلم «إن دماءكم وأمولكم وأعراضكم عليكم حرام». وقال عليه الصلاة والسلام «لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض»، وأن من محاسن الإسلام الحث على الأخلاق كما جاء بقوله عليه أفضل الصلاة والسلام «إن من خياركم أحسنكم أخلاقا» مما يظهر فضل دين الإسلام وكمال شرعيته وسمو مقاصده. وأضاف «إن من الإحسان للمسلمين القيام بخدمة الحرمين الشريفين والسهر على راحة ضيوف الرحمن، وفي طليعتهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين فأدعوا الله لهما».

وسأل فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، الله أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ويؤيده وينصره ويعينه على كل خير، وأن يجزيه الله خير الجزاء على ما يقدمه من الخير والإحسان، وأن يبارك لولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ويشد به عضده ويجعله سبب خير للأمة كلها. يذكر أنه تقدم المصلين في مسجد نمرة مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل، ومفتي المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ.